دور القيادة الرقمية في تعزيز فعالية الإدارة الإلكترونية في الجامعات الفلسطينية – الباحث : أحمد عصام عبد العزيز خليل

[]

دور القيادة الرقمية في تعزيز فعالية الإدارة الإلكترونية في الجامعات الفلسطينية

The role of digital leadership in enhancing the effectiveness of electronic management in Palestinian universities

الباحث : أحمد عصام عبد العزيز خليل

باحث دكتوراة جامعة محمد الخامس السويسي-الرباط

هذا البحث منشور في مجلة القانون والأعمال الدولية الإصدار رقم 59 الخاص بشهر غشت / شتنبر 2025
رابط تسجيل الاصدار في DOI
https://doi.org/10.63585/KWIZ8576
للنشر و الاستعلام
mforki22@gmail.com
الواتساب 00212687407665

دور القيادة الرقمية في تعزيز فعالية الإدارة الإلكترونية في الجامعات الفلسطينية

The role of digital leadership in enhancing the effectiveness of electronic management in Palestinian universities

الباحث : أحمد عصام عبد العزيز خليل

باحث دكتوراة جامعة محمد الخامس السويسي-الرباط

ملخص:

تبحث تلك الدراسة في الدور الهام للقيادة الرقمية من أجل تعزيز فعالية الإدارة الإلكترونية في الجامعات الفلسطينية، للتأكيد على أهميتها في توجيه التحول الرقمي للتعليم العالي. تعد القيادة الرقمية، هامة من أجل مواءمة اعتماد التكنولوجيا مع الأهداف المؤسسية. وفي الجامعات الفلسطينية، تساهم القيادة الرقمية في معالجة تحديات مثل الموارد المحدودة، وعدم الاستقرار السياسي، ومقاومة التغيير. تستخدم الدراسة منهجًا مختلط الأساليب، يجمع بين البيانات الكمية والنوعية لتحليل تأثير القيادة الرقمية على أنظمة الإدارة الإلكترونية. تؤكد النتائج على أن الرؤية الإستراتيجية ودعم الابتكار هما العنصران الأكثر تأثيرًا، ويرتبطان ارتباطاً وثيقاً بتكامل النظام ورضا المستخدم. لسلوكيات القيادة تأثيراً كبيراً خاصة في إدارة التغيير والحصول على دعم الموظفين، بشكل كبير على نتائج التحول الرقمي. وبالرغم من تلك القيود المفروضة على الموارد المالية والبشرية، إلا أن القيادة التكيفية والمبتكرة لها القدرة على التغلب على تلك الحواجز. يمثل غياب سياسة رقمية وطنية واضحة تأكيداً على أهمية القيادة المؤسسية في قيادة الإدارة الإلكترونية. ومن ثم يجب دمج القيادة الرقمية في الخطط الإستراتيجية، وتعزيز برامج التدريب، وتعزيز ثقافة الابتكار، وتطوير سياسة وطنية للتحول الرقمي. ويجب أيضًا تعزيز التعاون بين الجامعات لتقليل التكاليف وتحسين الكفاءة.

الكلمات المفتاحية: القيادة الرقمية، الإدارة الإلكترونية، التحول الرقمي، التعلم عن بُعد، الجامعات الفلسطينية.

Abstract:

This study examines the important role of digital leadership to enhance the effectiveness of electronic management in Palestinian universities, to emphasize its importance in directing the digital transformation of higher education. Digital leadership is important to align technology adoption with organizational goals. In Palestinian universities, digital leadership contributes to addressing challenges such as limited resources, political instability, and resistance to change. The study uses a mixed-methods approach, combining quantitative and qualitative data to analyze the impact of digital leadership on e-governance systems. The results emphasize that strategic vision and innovation support are the two most influential elements, closely related to system integration and user satisfaction. Leadership behaviors, especially in managing change and obtaining employee support, have a significant impact on the results of digital transformation. Despite these constraints on financial and human resources, adaptive and innovative leadership has the potential to overcome these barriers. The absence of a clear national digital policy represents an emphasis on the importance of institutional leadership in driving e-governance. Hence, digital leadership must be integrated into strategic plans, training programs must be strengthened, a culture of innovation must be strengthened, and a national digital transformation policy must be developed. Inter-university cooperation must also be strengthened to reduce costs and improve efficiency

Key words:

Digital leadership, electronic management, digital transformation, distance learning, Palestinian universities

المقدمة:

شهد العالم-خاصةً مؤسسات التعليم العالي- تحولاً سريعاً وكبيراً بفضل التطورات التكنولوجية المتسارعة التي أدت بالتبعية إلى تغيير أساليب الإدارة الجامعية، ومن ثم آليات اتخاذ القرار، وأيضاً أنماط تقديم الخدمات. وفي قلب هذا التحول تقف القيادة الرقمية كعامل حاسم في توجيه الجامعات نحو التكيّف الفعّال مع بيئة إلكترونية متغيرة. تزايدت أهمية القيادة الرقمية في العصر الحديث باعتبارها المحرك الأساسي لتحفيز الابتكار وتعزيز البراعة التنظيمية. فالقيادة الرقمية لا تقتصر على استخدام التكنولوجيا فحسب، بل تشمل القدرة على تطوير رؤية استراتيجية رقمية، وتوجيه فرق العمل نحو تبني ممارسات رقمية مبتكرة تعزز من كفاءة العمليات التنظيمية. لم تعد التكنولوجيا خيارًا تكميليًا، بل أصبحت ضرورة استراتيجية، تتطلب من قادة الجامعات امتلاك رؤى رقمية واضحة، ومهارات قيادية متقدمة، وقدرة على إدارة التغيير في بيئة معقدة.

تعد الإدارة الإلكترونية من أبرز المداخل الإدارية الحديثة التي ظهرت خلال الـسنوات القليلة الماضية، نتيجة للتقدم المعرفي، والتقني، والتطور السريـع فـي الـشبكة المعلوماتيـة وتعتبر أحد أبرز مظاهر التحول الرقمي، حيث تعتمد المؤسسات على الأنظمة الرقمية في مجالات متعددة مثل التسجيل الإلكتروني، الموارد البشرية، الشؤون المالية، وإدارة المعلومات الأكاديمية. ورغم أن التكنولوجيا بحد ذاتها توفر بنية تحتية مهمة، إلا أن فعالية هذه الأنظمة تعتمد بشكل كبير على مستوى الكفاءة القيادية الرقمية داخل المؤسسة. فالقيادة الرقمية تساهم في تصميم الاستراتيجيات، وتنسيق فرق العمل، وتسهيل الاستخدام، وتجاوز المقاومة الداخلية.

في السياق الفلسطيني، تواجه الجامعات تحديات مركبة تشمل محدودية الموارد، وضغوطًا سياسية، وضعف السياسات الوطنية في المجال الرقمي. وتزداد أهمية القيادة الرقمية في هذا السياق لتكون المحرك الأساسي لعمليات التحول الإداري. ويحتـوي التحـول الرقمـي علـى العديـد مـن الأدوات والتقنيـات التـي يمكـن لـلإدارة اسـتخدامها لتحقيـق هـذ الهـدف. ومع ذلك، فإن الدراسات التي تناولت تلك العلاقة فيما بين القيادة الرقمية وفعالية الإدارة الإلكترونية في الجامعات الفلسطينية شحيحة. ومن ثم تنبع أهمية الدراسة الحالية، التي تسعى إلى سد تلك الفجوة المعرفية عن طريق أداة هامة، ألا وهي تحليل العلاقة بين ممارسات القيادة الرقمية وأداء الإدارة الإلكترونية في الجامعات الفلسطينية.

تنطوي الدراسة على منهجية تحليلية سوف تشمل الجمع بين المعطيات الكمية والنوعية، وصولاً لهدف فهم الأثر المباشر وغير المباشر، الذي تشكله القيادة الرقمية على النظم الإدارية الإلكترونية، وهذا ينقلنا إلى هدف آخر وهو تقديم توصيات عملية للجامعات وصناع القرار داخل قطاع التعليم العالي الفلسطيني.

إشكالية الدراسة:

يمكن التعبير عن مشكلة الدراسة من خلال الوقوف على إجابة تساؤل رئيسي ألا وهو: ما هو دور القيادة الرقمية في عملية تعزيز فعالية الإدارة الإلكترونية داخل الجامعات الفلسطينية؟ وينبثق عن ذلك التساؤل الرئيسي عدة تساؤلات فرعية على النحو التالي:

1. ما هي مساهمة القيادة الرقمية في تحقيق التميز المؤسسي في الجامعات الفلسطينية؟

2. ما هي طبيعة العلاقة بين القيادة الرقمية والتميز التنظيمي؟

3. إلى أي مدى يدرك موظفو الجامعات الفلسطينية أبعاد القيادة الرقمية؟

4. إلى أي مدى يدرك العاملون في الجامعات الفلسطينية أبعاد التميز المؤسسي؟

الهدف من الدراسة:

في توضيحه للتحديات التي تواجه المؤسسات في عصرنا الحالي، قال “جاك ويلش” وهو المدير التنفيذي السابق لجنرال إلكتريك: “عندما يصبح معدل التغيير داخل مؤسسة ما أبطأ من معدل التغير خارجها، فإن النهاية تكون قريبة”،وتفسر لنا هذه المقولة ما تشهده المؤسسات من تحولات متسارعة بسبب التحول الرقمي، من ثم القيادة الرقمية. لذلك، نسعى من خلال هذه الدراسة إلى تفسير أثر القيادة الرقمية على الإدارة الإلكترونية من خلال:

  • تحديد أهم أبعاد القيادة الرقمية المؤثرة في نجاح أو فشل الإدارة الإلكترونية وهي: الرؤية الاستراتيجية، الثقافة المشجعة، تمكين الموظفين وإدارة شبكة العلاقات مع مختلف الأطراف.
  • تحديد هل هناك أي تأثير إيجابي بين كل بعد ونجاح القيادة الرقمية. وقد تم الاعتماد على النظرية المؤسسة والنظرية المؤسسة الجديدة لتحري هذا الأثر.

أهمية الدراسة:

وتكمن أهمية الدراسة في جانبين رئيسيين:

  1. الأهمية العلمية والأكاديمية:

تنبع أهمية الدراسة العلمية من أهمية القيادة الرقمية التي أصبحت محط اهتمام العالم في مجال الإدارة والأداء وقيادة الموظفين. ولكي تتمكن المنظمات من ضمان الاستخدام السليم واعتماد أسلوب القيادة الرقمية، فقد ركزت الجهود العلمية والمعرفية والأكاديمية على أسلوب القيادة هذا. وتعتبر هذه الدراسة حلقة وصل في سلسلة دراسات تناولت القيادة الرقمية والتي ستعتبر إضافة علمية لمكتبات الكليات والمعاهد الأكاديمية.

  1. الأهمية العملية والتطبيقية:

تتجلى الأهمية العملية والتطبيقية للدراسة من خلال التطبيق العملي لمحتويات الدراسات والأبحاث التي تناولت متغيرات البحث الحالية. بالإضافة إلى الأخذ بعين الاعتبار نتائج تلك الدراسات واستخداماتها في الواقع العملي لهذه الجامعات. وهذا ما ستضيفه الدراسة الحالية من النتائج العلمية التي سيتم استخدامها في الواقع العملي لمؤسسات التعليم.

منهج الدراسة:

من أجل الاستجابة للهدف المنشود، تم الاعتماد على المنهج الاستنباطي، فهو يعد المنهج الأنسب لطبيعة الموضوع محل الدراسة، من خلال استنباط فرضيات من التحليل الأدبي المستفيض. للوقوف على دور القيادة الرقمية في فعالية الإدارة الإلكترونية مع التطبيق على حالة الجامعات الفلسطينية.

المبحث الأول: مفهوم القيادة الرقمية وأهميتها في الجامعات

لقد أدى التطور السريع للتقنيات الرقمية إلى تحولات جذرية في التعليم العالي، مما استلزم أشكالاً جديدة من القيادة للتنقل في هذا المشهد الديناميكي. أصبحت القيادة الرقمية، التي تُعرف بأنها الاستخدام الاستراتيجي للتقنيات الرقمية لتحقيق الأهداف التنظيمية مع تعزيز الابتكار والقدرة على التكيف، ضرورية في الجامعات. على عكس القيادة التقليدية، تؤكد القيادة الرقمية على الكفاءة التكنولوجية والتفكير الابداعي والقدرة على إدارة التغيير في بيئة مدفوعة رقميًا. تواجه الجامعات، باعتبارها مراكز للمعرفة ونشرها، تحديات كبيرة في اعتماد الأدوات الرقمية لتعزيز التدريس والبحث والإدارة مع الحفاظ على النزاهة الأكاديمية والشمولية. يستكشف هذا المحور مفهوم القيادة الرقمية وأبعادها الرئيسية وأهميتها الكبيرة في الجامعات. ومن خلال دراسة دورها في تعزيز الابتكار وتحسين الكفاءة التشغيلية ومعالجة التحديات، يسلط هذا التحليل الضوء على أهمية القيادة الرقمية في التعليم العالي الحديث.

المطلب الأول: تعريف القيادة

تعددت التعريفات التي قدمت لمفهوم القيادة الرقمية، ولعل من أبرز هذه التعريفات؛ التعريف الذي قدمه بونفور، حيث يعرفها بأنها المساهمة في التحول نحو مجتمع متطور ويشمل ذلك تعبئة الموارد والعمليات القيادية ويكمن دورها فـي بناء الوعي وإقناع أفراد المجتمع للوصول إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الجديدة الموارد التي يمكن أن تساعد في تحقيق أهدافهم.فالقيادة الرقمية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمجتمعات المتطورة، وعليه لها دور كبير في عملية بناء الوعي وملاحقة طفرات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

تشمل المكونات الرئيسية للقيادة الرقمية ما يلي:

  1. التفكير الرؤيوي: يسعى من خلالها القادة إلى تقديم رؤية واضحة حول كيفية مساهمة التكنولوجيا في تعزيز الأهداف المؤسسية.
  2. الكفاءة التكنولوجية: أي وجوب استخدام التكنولوجيا بفاعلية لتحقيق أهداف معينة.
  3. إدارة التغيير: يقوم القادة الرقميون الفعالون بتوجيه المؤسسات خلال التحولات التكنولوجية ومعالجة المقاومة وتعزيز التبني.
  4. التعاون والشمولية: تعمل القيادة الرقمية على تعزيز مشاركة أصحاب المصلحة، مما يضمن سماع أصوات متنوعة في القرارات المتعلقة بالتكنولوجيا.

ولهذه المكونات أهمية خاصة في الجامعات، حيث يجب على القادة الموازنة بين التقاليد الأكاديمية ومتطلبات العصر الرقمي.

الفقرة الأولى: أهمية القيادة الرقمية في الجامعات

  1. تعزيز التدريس والتعلم

تلعب القيادة الرقمية دورًا محوريًا في تحويل التدريس والتعلم في الجامعات. لقد أحدث دمج الأدوات الرقمية، مثل أنظمة إدارة التعلم، والواقع الافتراضي، والذكاء الاصطناعي، ثورة في علم التربية. وتسهم القيادة الرقمية بدورٍ فعال في دعم البيئة الرقمية لاسيما فيما يتعلق بتعزيز التعليم وتطوير الممارسات القيادية وبناء العلاقات التي تعمل من خلال الأساليب التكنولوجية الحديثة على إعادة صياغة المعرفة ويضمن القادة تنفيذ هذه التقنيات بشكل فعال لتعزيز مشاركة الطلاب ونتائج التعلم. على سبيل المثال، هناك دور للقيادة الرقمية في تعزيز نماذج التعلم المدمج، التي تجمع بين التعليم وجهاً لوجه والتعليم عبر الإنترنت لإنشاء بيئات تعليمية مرنة تركز على الطالب. علاوة على ذلك، يدعو القادة الرقميون إلى التطوير المهني لتزويد أعضاء هيئة التدريس بالمهارات اللازمة لاستخدام الأدوات الرقمية بشكل فعال. وجد البعض أن برامج تدريب أعضاء هيئة التدريس التي يقودها قادة مؤهلون رقميًا أدت إلى تحسين تبني التكنولوجيا في الفصول الدراسية بشكل كبير. ومن خلال تعزيز ثقافة التعلم المستمر، يضمن القادة الرقميون بقاء الجامعات في طليعة الابتكار التعليمي.

  1. قيادة البحث والابتكار

تعد الجامعات محركات رئيسية للبحث والابتكار، وتعتبر القيادة الرقمية أمرًا بالغ الأهمية في تسخير التكنولوجيا لتحقيق هذه الأهداف. تتيح الأدوات الرقمية، مثل تحليلات البيانات الضخمة والحوسبة السحابية، للباحثين معالجة مجموعات بيانات ضخمة والتعاون عالميًا. ويعمل القادة على تسهيل اعتماد هذه الأدوات من خلال تأمين التمويل، وتطوير البنية الأساسية، وتعزيز التعاون بين التخصصات المختلفة.

على سبيل المثال، قد فرض التحول الرقمي على المؤسسات الاستفادة من التقنيات الحديثة لتكون أكثر إدراكا ومرونة في العمل وقدرة على التجديد والابتكار، وبهذه السمات تتمكن من مواكبة العصر ومواءمة الاحتياجات المتجددة بشكل أسرع لتحقيق النتائج المرجوة من أعمالها والسير نحو النجاح، لعبت القيادة الرقمية دورًا فعالًا أيضاً في ظهور النشر مفتوح الوصول والمستودعات الرقمية، مما يعزز رؤية وتأثير البحوث الجامعية. ويضمن القادة الذين يعطون الأولوية للبنية التحتية الرقمية أن يتمكن الباحثون من الوصول إلى الأدوات المتطورة، وتعزيز الابتكار والحفاظ على القدرة التنافسية المؤسسية في المشهد الأكاديمي العالمي.

  1. تبسيط العمليات الإدارية

تعد الكفاءة الإدارية مجالًا آخر تكون فيه القيادة الرقمية أمرًا حيويًا. وتدير الجامعات عمليات معقدة، بما في ذلك قبول الطلاب، والمساعدات المالية، وإدارة المرافق، وكلها تستفيد من التحول الرقمي. يشرف القادة الرقميون على تنفيذ أنظمة تخطيط موارد المؤسسة وتحليلات البيانات لتحسين عملية صنع القرار والكفاءة التشغيلية.إن الجامعات التي تتمتع بقيادة رقمية قوية تُعد أكثر ميلاً إلى اعتماد أنظمة إدارية أكثر تكاملاً، مما يؤدي إلى خفض التكاليف وتحسين تقديم الخدمات. ومن خلال الاستفادة من الرؤى المستندة إلى البيانات، يعمل القادة على توفير الشفافية والمساءلة، ومواءمة العمليات الإدارية مع الأهداف المؤسسية.

  1. تعزيز المرونة المؤسسية

يتميز العصر الرقمي بالتغير المتسارع، ومن ثم، يجب على الجامعات أن تكون أكثر مرونة لتظل مواكبة للعصر. وبالتالي، تمكن القيادة الرقمية المؤسسات من الاستجابة بسرعة للاضطرابات التكنولوجية، على سبيل المثال عملية التحول إلى التعلم عبر الإنترنت أثناء جائحة كوفيد-19 أكثر مثال على تلك الاستجابة. ويضمن القادة الذين يعطون الأولوية للتحول الرقمي أن تتمكن الجامعات من التكيف مع الاتجاهات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين، والتي لديها القدرة على إعادة تشكيل التعليم العالي.

وتتضمن المرونة المؤسسية أيضًا معالجة الفجوة الرقمية، وضمان حصول جميع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس على التكنولوجيا. يدعو القادة الرقميون إلى الوصول العادل إلى الموارد الرقمية، وتعزيز الشمولية والحد من التفاوتات في النتائج التعليمية.

الفقرة الثانية: تحديات القيادة الرقمية في الجامعات

على الرغم من أهميتها، تواجه القيادة الرقمية في الجامعات العديد من التحديات. أحد العوائق المهمة هو مقاومة التغيير. قد يتردد أعضاء هيئة التدريس والموظفون في تبني التقنيات الجديدة بسبب عدم الإلمام بها أو الخوف من تعطيل الممارسات الراسخة، ويتعين على القادة الرقميين استخدام استراتيجيات إدارة التغيير.

والتحدي الآخر هو تكلفة التحول الرقمي. ويتطلب تنفيذ التقنيات المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي أو الواقع الافتراضي، استثمارًا كبيرًا في البنية التحتية والتدريب. ويتعين على القادة الرقميين الموازنة بين هذه التكاليف وقيود الميزانية، وغالباً ما يدعون إلى التمويل الخارجي أو الشراكات بين القطاعين العام والخاص لدعم المبادرات الرقمية.

تعد خصوصية البيانات والأمن السيبراني من المخاوف الحاسمة أيضًا. تتعامل الجامعات مع بيانات الطلاب والأبحاث الحساسة، مما يجعلها أهدافًا رئيسية للهجمات الإلكترونية. يتعين على القادة إعطاء الأولوية لتدابير الأمن السيبراني القوية وضمان الامتثال للوائح، مثل اللائحة العامة لحماية البيانات.

وأخيرا، تشكل الفجوة الرقمية تحديا كبيرا. لا يتمتع جميع الطلاب بفرص متساوية للوصول إلى التكنولوجيا، مما قد يؤدي إلى تفاقم عدم المساواة في النتائج التعليمية. يتعين على القادة الرقميين تنفيذ سياسات لتوفير الأجهزة والوصول إلى الإنترنت والتدريب على محو الأمية الرقمية للسكان المحرومين.

  1. فرص القيادة الرقمية

ورغم هذه التحديات، توفر القيادة الرقمية فرصاً عديدة للجامعات. ومن خلال تبني التحول الرقمي، تستطيع المؤسسات تعزيز انتشارها العالمي من خلال البرامج عبر الإنترنت والتعاون الدولي. يمكن للقادة أيضًا الاستفادة من تحليلات البيانات لتخصيص تجارب التعلم وتحسين الاحتفاظ بالطلاب ونجاحهم. ومن المتوقع بشكل معقول أن يتداخل التطوير المستقبلي للتقنيات والأدوات التحليلية من كلا المجتمعين. يمكن أيضًا اعتبار التحليلات في التعليم موجودة على مستويات مختلفة، بدءًا من الفصول الدراسية الفردية، والقسم، والجامعة، والمنطقة، والولاية/المقاطعة، والمستوى الدولي.

علاوة على ذلك، تعمل القيادة الرقمية على تعزيز ثقافة الابتكار، وتشجيع تجربة التقنيات الناشئة. على سبيل المثال، تتمتع تقنية blockchain بالقدرة على إحداث ثورة في مجال الاعتماد من خلال إنشاء شهادات رقمية آمنة وقابلة للتحقق. ومن خلال البقاء في صدارة الاتجاهات التكنولوجية، يضع القادة الرقميون الجامعات كقادة في اقتصاد المعرفة العالمي.

  1. الاتجاهات المستقبلية

سيتشكل مستقبل القيادة الرقمية في الجامعات من خلال التقنيات الناشئة والاحتياجات المجتمعية المتطورة. على سبيل المثال، يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على تحويل التعلم الشخصي وتحليلات البحث. ويجب على القادة البقاء على اطلاع بهذه الاتجاهات وتطوير استراتيجيات لدمجها في الأطر المؤسسية.

وعلاوة على ذلك، ومع تنقل الجامعات في عالم ما بعد الوباء، ستكون القيادة الرقمية حاسمة في دعم نماذج التعلم الهجين وضمان الوصول العادل إلى التعليم. ويجب على القادة أيضًا معالجة الاعتبارات الأخلاقية، مثل الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي وخصوصية البيانات، للحفاظ على ثقة الجمهور.

تعد القيادة الرقمية حجر الزاوية في إدارة الجامعات الحديثة، مما يمكّن المؤسسات من التغلب على تعقيدات العصر الرقمي. من خلال تعزيز الابتكار، وتحسين التدريس والتعلم، وتبسيط الإدارة، وتعزيز المرونة، يضمن القادة الرقميون أن تظل الجامعات قادرة على المنافسة وذات صلة. على الرغم من التحديات مثل مقاومة التغيير، والتكلفة، والأمن السيبراني، فإن الفرص التي توفرها القيادة الرقمية —مثل الوصول العالمي، والتعلم الشخصي، والابتكار التكنولوجي— تعتبر تحويلية. ومع استمرار تطور الجامعات، ستظل القيادة الرقمية ضرورية في تشكيل مستقبل التعليم العالي.

المطلب الثاني: أثر القيادة الرقمية على فعالية الإدارة الإلكترونية

لقد أدى التقدم السريع للتقنيات الرقمية إلى تحويل المشهد التشغيلي والإداري لمؤسسات التعليم العالي في جميع أنحاء العالم. وفي الجامعات الفلسطينية، أصبح اعتماد أنظمة الإدارة الإلكترونية أمراً حاسماً لتعزيز الكفاءة الإدارية، وتحسين تقديم الخدمات، وتعزيز التميز الأكاديمي. تلعب القيادة الرقمية، التي تُعرف بأنها القدرة على الاستفادة من التكنولوجيا لدفع التغيير التنظيمي والابتكار، دورًا محوريًا في ضمان التنفيذ الناجح لهذه الأنظمة.

تشمل القيادة الرقمية مجموعة من المهارات والسمات التي تمكن القادة من توجيه المنظمات خلال التغيير التكنولوجي مع تعزيز ثقافة الابتكار والقدرة على التكيف. وهذا لا يتطلب الكفاءة التقنية فحسب، بل يتطلب أيضًا التفكير الرؤيوي، وإدارة التغيير، وإشراك أصحاب المصلحة. في سياق التعليم العالي، تعد القيادة الرقمية ضرورية لدمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العمليات الإدارية والأكاديمية. تشير الدراسات إلى أن القيادة الرقمية الفعالة تعزز الأداء التنظيمي من خلال مواءمة اعتماد التكنولوجيا مع الأهداف المؤسسية، وبالتالي تحسين عملية صنع القرار والكفاءة التشغيلية. وفي الجامعات الفلسطينية، حيث قد تكون الموارد والبنية الأساسية محدودة، تشكل القيادة الرقمية أهمية بالغة للتغلب على مقاومة التغيير وضمان النشر الناجح لأنظمة الإدارة الإلكترونية.

وتكمن أهمية القيادة الرقمية في قدرتها على سد الفجوة بين الممارسات الإدارية التقليدية والمتطلبات التكنولوجية الحديثة. على سبيل المثال، يعمل القادة الرقميون على تسهيل اعتماد منصات التعلم الإلكتروني، وأنظمة تخطيط موارد المؤسسات، وأدوات تحليل البيانات، التي تعمل على تبسيط المهام الإدارية وتعزيز تقديم الخدمات. ومع ذلك، فإن فعالية هذه الأنظمة تعتمد على قدرة القادة’ على تعزيز الثقافة الرقمية، وتوفير التدريب، وتأمين الموارد الكافية. وفي الجامعات الفلسطينية، تلعب القيادة الرقمية دوراً فعالاً في معالجة التحديات الفريدة مثل التمويل المحدود، وعدم الاستقرار السياسي، ومستويات متفاوتة من الجاهزية التكنولوجية بين الموظفين وأعضاء هيئة التدريس.

الفقرة الأولى: الإدارة الإلكترونية في التعليم العالي

تشير الإدارة الإلكترونية إلى استخدام الأدوات والأنظمة الرقمية لإدارة العمليات الإدارية، بما في ذلك أنظمة معلومات الطلاب، وإدارة الموارد البشرية، والعمليات المالية، والسجلات الأكاديمية. وفي الجامعات الفلسطينية، تهدف أنظمة الإدارة الإلكترونية إلى تخفيف الأعباء الإدارية، وتحسين الشفافية، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للطلاب والموظفين. وقد تسارع اعتماد مثل هذه الأنظمة بسبب الاتجاهات العالمية في الرقمنة والحاجة إلى الحفاظ على القدرة التنافسية في قطاع التعليم العالي. تشير الأبحاث إلى أن أنظمة الإدارة الإلكترونية تعمل على تحسين الكفاءة من خلال أتمتة المهام الروتينية، وتمكين الوصول إلى البيانات في الوقت الفعلي، ودعم اتخاذ القرارات القائمة على الأدلة.

ورغم هذه الفوائد، فإن تطبيق الإدارة الإلكترونية في الجامعات الفلسطينية يواجه العديد من التحديات. وتشمل هذه التحديات البنية التحتية الرقمية غير الكافية، ونقص الخبرة الفنية بين الموظفين، ومقاومة التغيير من جانب أعضاء هيئة التدريس والإداريين. تسلط الدراسات الضوء على أن نجاح أنظمة الإدارة الإلكترونية يعتمد على وجود قيادة قوية لتوجيه عملية الانتقال، وتخصيص الموارد بشكل فعال، وتعزيز مشاركة أصحاب المصلحة. وبدون قيادة فعالة، قد تواجه الجامعات صعوبة في تحقيق الإمكانات الكاملة للإدارة الإلكترونية، مما يؤدي إلى عدم الكفاءة وإهدار الفرص للابتكار.

  1. دور القيادة الرقمية في تعزيز الإدارة الإلكترونية

تؤثر القيادة الرقمية بشكل كبير على فعالية الإدارة الإلكترونية في الجامعات الفلسطينية من خلال عدة آليات رئيسية. أولاً، يلعب القادة دوراً هاماً في تطوير وتنفيذ الرؤى الاستراتيجية للتحول الرقمي. وتضمن الرؤية الواضحة أن المبادرات التكنولوجية تتوافق مع الأهداف المؤسسية، مثل تحسين الكفاءة الإدارية أو تحسين الخدمات الطلابية. تشير الأبحاث إلى أن الجامعات التي تتمتع بقيادة رقمية قوية من المرجح أن تحقق تحولًا رقميًا ناجحًا من خلال تحديد أهداف واضحة وتعبئة الموارد بشكل فعال. وفي الجامعات الفلسطينية، حيث تسود القيود المالية والبنية التحتية، يتعين على القادة الرقميين إعطاء الأولوية للاستثمارات في التكنولوجيات الحيوية والدعوة إلى نماذج التمويل المستدامة.

ثانياً، تعمل القيادة الرقمية على تعزيز ثقافة الابتكار والتعاون، وهو أمر ضروري لاعتماد أنظمة الإدارة الإلكترونية. ومن خلال تعزيز الثقافة الرقمية، يشجع القادة الموظفين وأعضاء هيئة التدريس على تبني التكنولوجيا، مما يقلل من مقاومة التغيير. تشير الدراسات إلى أن سمات القيادة الرقمية، مثل الكفاءة الرقمية والدعوة، ضرورية لخلق بيئة يتم فيها تحفيز أصحاب المصلحة لتبني أنظمة جديدة. وفي السياق الفلسطيني، حيث قد توجد مقاومة ثقافية وتنظيمية للتحول الرقمي، يتعين على القادة التواصل مع أصحاب المصلحة من خلال برامج التدريب وحملات التوعية لبناء الثقة في أنظمة الإدارة الإلكترونية.

ثالثا، تعمل القيادة الرقمية على تعزيز القدرة التقنية للجامعات من خلال ضمان تدريب الموظفين بشكل كاف على استخدام أدوات الإدارة الإلكترونية. تشير الأبحاث إلى أن الافتقار إلى المعرفة الرقمية بين الموظفين الإداريين يمكن أن يعيق اعتماد التكنولوجيا. يتصدى القادة الرقميون لهذا التحدي من خلال تنفيذ برامج التطوير المهني التي تزود الموظفين بالمهارات اللازمة لتشغيل الأنظمة الرقمية بفعالية. وفي الجامعات الفلسطينية، حيث قد تكون الموارد المخصصة للتدريب محدودة، يمكن للقادة الرقميين الاستفادة من الموارد التعليمية المفتوحة والشراكات مع المؤسسات الدولية لتعزيز الثقافة الرقمية.

وأخيرا، تساهم القيادة الرقمية في الحوكمة الفعالة وصنع القرار في سياق الإدارة الإلكترونية. ومن خلال الاستفادة من تحليلات البيانات ولوحات المعلومات الرقمية، يمكن للقادة مراقبة مقاييس الأداء وتحديد الاختناقات واتخاذ قرارات مستنيرة لتحسين العمليات الإدارية. تشير الدراسات إلى أن الحوكمة الرقمية تشكل عنصرًا أساسيًا في القيادة الرقمية، لأنها تضمن المساءلة والشفافية في استخدام التكنولوجيا. في الجامعات الفلسطينية، يمكن للقادة الرقميين استخدام الرؤى المستندة إلى البيانات لتحسين تخصيص الموارد ومعالجة أوجه القصور في أنظمة الإدارة الإلكترونية.

  1. تحديات القيادة الرقمية في الجامعات الفلسطينية

على الرغم من إمكاناتها، تواجه القيادة الرقمية في الجامعات الفلسطينية العديد من التحديات التي تؤثر على فعالية الإدارة الإلكترونية. ويتمثل أحد التحديات الرئيسية في البنية التحتية الرقمية المحدودة، مما يحد من تنفيذ أنظمة الإدارة الإلكترونية المتقدمة. تسلط الأبحاث الضوء على أن العديد من الجامعات الفلسطينية تفتقر إلى اتصال موثوق بالإنترنت، وتراخيص الأجهزة والبرامج الحديثة، مما يعيق اعتماد الأدوات الرقمية. ويتعين على القادة الرقميين التغلب على هذه القيود من خلال إعطاء الأولوية للحلول الفعالة من حيث التكلفة، مثل الأنظمة السحابية، والدعوة إلى الدعم الحكومي والدولي لتحسين البنية الأساسية.

ويتمثل التحدي الآخر في مقاومة التحول الرقمي بين أعضاء هيئة التدريس والموظفين الإداريين. يمكن للعوامل الثقافية والتنظيمية، مثل تفضيل الأساليب الإدارية التقليدية، أن تعيق اعتماد أنظمة الإدارة الإلكترونية. تشير الدراسات إلى أن القيادة الرقمية الفعالة تتطلب مهارات إدارة التغيير لمعالجة المقاومة وتعزيز ثقافة القبول. وفي الجامعات الفلسطينية، يستطيع القادة التغلب على هذا التحدي من خلال إشراك أصحاب المصلحة في عملية التخطيط والتنفيذ، وضمان معالجة مخاوفهم وتقدير مدخلاتهم.

علاوة على ذلك، يشكل عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في فلسطين عائقًا كبيرًا أمام التحول الرقمي. إن الاضطرابات المتكررة، مثل انقطاع التيار الكهربائي ونقص التمويل، تحد من قدرة الجامعات على دعم المبادرات الرقمية. تشير الأبحاث إلى أنه يجب على القادة الرقميين اعتماد نهج الطوارئ، وتكييف استراتيجياتهم مع السياق المحلي والاستفادة من الموارد المحدودة بشكل إبداعي. على سبيل المثال، يمكن للقادة الرقميين استكشاف الشراكات مع المنظمات الدولية لتأمين التمويل والخبرة الفنية لمشاريع الإدارة الإلكترونية.

  1. توصيات لتعزيز القيادة الرقمية

ولتعظيم تأثير القيادة الرقمية على الإدارة الإلكترونية في الجامعات الفلسطينية، يمكن اعتماد عدة استراتيجيات. أولاً، يتعين على الجامعات أن تستثمر في برامج تنمية المهارات القيادية التي تركز على الكفاءات الرقمية، وإدارة التغيير، وإشراك أصحاب المصلحة. ويمكن دعم هذه البرامج من خلال شراكات دولية ومنصات تدريب عبر الإنترنت لضمان إمكانية الوصول إليها وفعاليتها من حيث التكلفة.

ثانياً، يتعين على الجامعات أن تعطي الأولوية لتطوير البنية الأساسية الرقمية القوية، بما في ذلك الاتصال الموثوق بالإنترنت، والأجهزة الحديثة، وأنظمة البرمجيات الآمنة. ويمكن للقادة الرقميين الدعوة إلى التمويل الحكومي والمنح الدولية لدعم تحديث البنية التحتية، مما يضمن استدامة أنظمة الإدارة الإلكترونية وقابليتها للتطوير.

ثالثا، ينبغي للجامعات تعزيز الثقافة الرقمية من خلال تعزيز الوعي وقبول التكنولوجيا بين الموظفين وأعضاء هيئة التدريس. ويمكن تحقيق ذلك من خلال تنظيم ورش عمل وندوات وحملات اتصال منتظمة تسلط الضوء على فوائد الإدارة الإلكترونية. وينبغي للقادة الرقميين أيضًا إشراك أصحاب المصلحة في عملية صنع القرار لبناء الثقة وتشجيع التبني.

وأخيرا، ينبغي للجامعات أن تعتمد نماذج حوكمة تعتمد على البيانات لتعزيز فعالية الإدارة الإلكترونية. ومن خلال الاستفادة من التحليلات ومقاييس الأداء، يمكن للقادة الرقميين تحديد مجالات التحسين، وتخصيص الموارد بكفاءة، وضمان المساءلة في استخدام التكنولوجيا.

تلعب القيادة الرقمية دوراً هاماً في تعزيز فعالية الإدارة الإلكترونية في الجامعات الفلسطينية. ومن خلال تعزيز ثقافة الابتكار، وتطوير القدرات التقنية، ومواءمة المبادرات التكنولوجية مع الأهداف المؤسسية، يستطيع القادة الرقميون التغلب على تحديات البنية التحتية المحدودة، ومقاومة التغيير، وعدم الاستقرار السياسي. تشير الأدلة التجريبية إلى أن القيادة الرقمية الفعالة تعمل على تحسين الكفاءة الإدارية، وتعزيز تقديم الخدمات، ودعم التميز الأكاديمي. ولتحقيق إمكانات الإدارة الإلكترونية بشكل كامل، يجب على الجامعات الفلسطينية الاستثمار في تنمية المهارات القيادية، وتعزيز البنية التحتية الرقمية، وتعزيز الثقافة الرقمية. ومن خلال القيام بذلك، يمكنهم التغلب على تعقيدات التحول الرقمي ووضع أنفسهم كمؤسسات تنافسية في مشهد التعليم العالي العالمي.

المبحث الثاني: التحديات والتوصيات لتطوير القيادة الرقمية

لقد أصبح التحول الرقمي لمؤسسات التعليم العالي ضرورة عالمية، مدفوعة بالحاجة إلى تعزيز الكفاءة الإدارية، وتحسين النتائج الأكاديمية، والبقاء قادرة على المنافسة في المشهد التكنولوجي سريع التطور. في الجامعات الفلسطينية، يعد اعتماد التقنيات الرقمية أمرًا بالغ الأهمية بشكل خاص بسبب التحديات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الفريدة. تعد القيادة الرقمية، التي تُعرف بأنها القدرة على تسخير التكنولوجيا لدفع التغيير التنظيمي والابتكار، ضرورية للتغلب على هذه التحديات وتعزيز التحول الرقمي الفعال. ومع ذلك، فإن تطوير القيادة الرقمية في الجامعات الفلسطينية محفوف بالعقبات، بما في ذلك البنية التحتية المحدودة، والمقاومة الثقافية، والقيود على الموارد.

المطلب الأول: فهم القيادة الرقمية في التعليم العالي

تتضمن القيادة الرقمية في التعليم العالي مزيجًا من الخبرة الفنية والرؤية الإستراتيجية ومهارات إدارة التغيير لدمج التقنيات الرقمية في العمليات المؤسسية. ويتطلب الأمر من القادة مواءمة المبادرات التكنولوجية مع الأهداف التنظيمية، وتعزيز ثقافة الابتكار، وتمكين أصحاب المصلحة من تبني الأدوات الرقمية. وفي سياق الجامعات الفلسطينية، تعد القيادة الرقمية أمرًا بالغ الأهمية لتنفيذ أنظمة الإدارة الإلكترونية، وتعزيز منصات التعلم الإلكتروني، وتحسين الكفاءة الإدارية. تسلط الأبحاث الضوء على أن القيادة الرقمية لا تتعلق فقط بالكفاءة التقنية، بل تتعلق أيضًا بإلهام الثقة، وتعزيز التعاون، والتنقل عبر ديناميكيات المنظمة المعقدة. وفي الجامعات الفلسطينية، حيث تكون الموارد محدودة في كثير من الأحيان وتنتشر التحديات الخارجية مثل عدم الاستقرار السياسي، يجب أن تكون القيادة الرقمية قابلة للتكيف وحساسة للسياق لتحقيق نتائج ذات معنى.

الفقرة الأولى: التحديات التي تواجه تطوير القيادة الرقمية

  1. البنية التحتية الرقمية المحدودة

إن أحد التحديات الأساسية التي تواجه تطوير القيادة الرقمية في الجامعات الفلسطينية هو الافتقار إلى البنية التحتية الرقمية القوية. تواجه العديد من المؤسسات مشكلات مثل عدم موثوقية الاتصال بالإنترنت، والأجهزة القديمة، والوصول المحدود إلى أنظمة البرمجيات الحديثة. تعيق هذه القيود قدرة القادة على تنفيذ الأدوات الرقمية المتقدمة، مثل أنظمة تخطيط موارد المؤسسات أو منصات تحليل البيانات، والتي تعتبر بالغة الأهمية للإدارة الإلكترونية الفعالة. تشير الدراسات إلى أن البنية التحتية غير الكافية تشكل عائقًا كبيرًا أمام التحول الرقمي في التعليم العالي، لا سيما في البيئات المحدودة الموارد. وفي فلسطين، يؤدي انقطاع التيار الكهربائي ومحدودية التمويل إلى تفاقم هذه التحديات، مما يجعل من الصعب على القادة الرقميين نشر المبادرات التكنولوجية واستدامتها.

  1. مقاومة التغيير

تشكل المقاومة الثقافية والتنظيمية للتحول الرقمي تحديًا كبيرًا آخر. قد يفضل أعضاء هيئة التدريس والإداريون في الجامعات الفلسطينية الأساليب التقليدية بسبب الإلمام بها، أو الافتقار إلى المعرفة الرقمية، أو الشكوك حول فوائد التكنولوجيا. ويمكن أن تؤدي هذه المقاومة إلى تقويض الجهود الرامية إلى تنفيذ الأنظمة الرقمية وإعاقة تطوير الثقافة الرقمية. تشير الأبحاث إلى أن مقاومة التغيير تشكل عائقًا شائعًا في مؤسسات التعليم العالي التي تخضع للتحول الرقمي، وخاصة عندما لا يتم إشراك أصحاب المصلحة أو تدريبهم بشكل كافٍ. ويتعين على القادة الرقميين معالجة هذه المقاومة من خلال تعزيز الثقة وإظهار الفوائد الملموسة للأدوات الرقمية، وهي مهمة تتطلب مهارات قوية في التواصل وإدارة التغيير.

  1. الافتقار إلى الثقافة الرقمية بين القادة والموظفين

إن غياب الثقافة الرقمية الكافية بين قادة الجامعات والموظفين يشكل عقبة أساسية أمام تطوير القيادة الرقمية. يفتقر العديد من الإداريين وأعضاء هيئة التدريس إلى المهارات التقنية اللازمة لاستخدام الأنظمة الرقمية أو إدارتها بشكل فعال، مما يحد من قدرتهم على قيادة مبادرات التحول الرقمي. تسلط الدراسات الضوء على أن الثقافة الرقمية شرط أساسي للقيادة الرقمية الفعالة، لأنها تمكن القادة من فهم إمكانات التكنولوجيا وتوجيه تنفيذها. وفي الجامعات الفلسطينية، حيث قد يكون الوصول إلى فرص التطوير المهني محدودا، يكون هذا التحدي واضحا بشكل خاص. وبدون التدريب المناسب، يواجه القادة صعوبة في نمذجة الكفاءة الرقمية أو دعم الموظفين في تبني التقنيات الجديدة.

  1. قيود الموارد وقيود التمويل

وتؤدي القيود الاقتصادية والتمويل المحدود إلى زيادة تعقيد تطوير القيادة الرقمية في الجامعات الفلسطينية. إن التكلفة العالية للحصول على البنية التحتية الرقمية وصيانتها، إلى جانب الأولويات المتنافسة مثل الرواتب وصيانة المرافق، تحد من قدرة المؤسسات على الاستثمار في المبادرات الرقمية. تشير الأبحاث إلى أن القيود المالية تشكل عائقًا رئيسيًا أمام التحول الرقمي في المناطق النامية، لأنها تحد من الوصول إلى التكنولوجيا وبرامج التدريب. وفي فلسطين، يؤدي عدم الاستقرار السياسي والاعتماد على التمويل الخارجي إلى تفاقم هذه التحديات، مما يتطلب من القادة الرقميين اعتماد استراتيجيات إبداعية وفعالة من حيث التكلفة لتعزيز التحول الرقمي.

  1. عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي

إن السياق الاجتماعي والسياسي الأوسع في فلسطين، والذي يتميز بالصراع المستمر وعدم الاستقرار الاقتصادي، يؤثر بشكل كبير على تطوير القيادة الرقمية. إن الاضطرابات المتكررة، مثل انقطاع التيار الكهربائي، والقيود المفروضة على الحركة، وعدم اليقين في التمويل، تخلق بيئة لا يمكن التنبؤ بها لتنفيذ المبادرات الرقمية. تشير الدراسات إلى أن عدم الاستقرار السياسي يمكن أن يقوض اعتماد التكنولوجيا في التعليم العالي من خلال خلق حالة من عدم اليقين وتحويل الموارد إلى الاحتياجات الفورية. ويجب على القادة الرقميين في الجامعات الفلسطينية التغلب على هذه الضغوط الخارجية مع الحفاظ على التركيز على أهداف التحول الرقمي طويلة المدى، وهي مهمة تتطلب المرونة والقدرة على التكيف الاستراتيجي.

الفقرة الثانية: توصيات لتطوير القيادة الرقمية

ولمواجهة التحديات المبينة أعلاه وتعزيز القيادة الرقمية الفعالة في الجامعات الفلسطينية، تم اقتراح التوصيات التالية، المرتكزة على الأدلة التجريبية والمصممة خصيصًا للسياق المحلي.

  1. الاستثمار في البنية التحتية الرقمية

وللتغلب على التحدي المتمثل في البنية التحتية الرقمية المحدودة، يتعين على الجامعات الفلسطينية إعطاء الأولوية للاستثمارات في الاتصال الموثوق بالإنترنت، والأجهزة الحديثة، وحلول البرمجيات السحابية. توفر الأنظمة المستندة إلى السحابة، مثل Google Workspace أو Microsoft Azure، بدائل فعالة من حيث التكلفة للبنية التحتية التقليدية ويمكن توسيع نطاقها لتلبية الاحتياجات المؤسسية. تسلط الأبحاث الضوء على أن الحوسبة السحابية تعزز إمكانية الوصول إلى الأدوات الرقمية واستدامتها في البيئات ذات الموارد المحدودة. ويتعين على القادة الرقميين أن يدعوا إلى الدعم الحكومي والشراكات الدولية لتأمين التمويل اللازم لتحديث البنية الأساسية، وضمان حصول الجامعات على الأساس التكنولوجي اللازم للتحول الرقمي الفعال.

  1. تعزيز الثقافة الرقمية من خلال إشراك أصحاب المصلحة

إن معالجة مقاومة التغيير تتطلب تعزيز الثقافة الرقمية التي تشجع على قبول التكنولوجيا وتبنيها. يجب على القادة الرقميين إشراك أصحاب المصلحة من خلال الاتصالات المنتظمة وورش العمل وحملات التوعية التي تسلط الضوء على فوائد الأدوات الرقمية، مثل تحسين الكفاءة وتعزيز الخدمات الطلابية. تشير الدراسات إلى أن استراتيجيات إدارة التغيير الشاملة، مثل إشراك أعضاء هيئة التدريس والموظفين في عمليات صنع القرار، تقلل من المقاومة وتبني الثقة. في الجامعات الفلسطينية، يمكن للقادة إنشاء فرق عمل أو لجان تضم ممثلين من مختلف الإدارات لضمان أخذ وجهات النظر المتنوعة في الاعتبار في مبادرات التحول الرقمي.

المطلب الثاني: تعزيز الثقافة الرقمية من خلال البرامج التدريبية

ولمعالجة مشكلة نقص الثقافة الرقمية، يتعين على الجامعات تنفيذ برامج تدريبية شاملة للقادة وأعضاء هيئة التدريس والموظفين الإداريين. وينبغي أن تركز هذه البرامج على بناء المهارات التقنية، مثل استخدام أنظمة الإدارة الإلكترونية وأدوات تحليل البيانات، فضلاً عن المهارات الشخصية، مثل إدارة التغيير والرؤية الاستراتيجية. تشير الأبحاث إلى أن التدريب المستهدف يعزز الكفاءة الرقمية ويمكّن القادة من دفع اعتماد التكنولوجيا. ونظراً للقيود المفروضة على الموارد، تستطيع الجامعات الفلسطينية الاستفادة من الموارد التعليمية المفتوحة، والمنصات عبر الإنترنت مثل كورسيرا أو إدكس، والشراكات مع المؤسسات الدولية لتوفير فرص تدريب فعالة من حيث التكلفة.

الفقرة الأولى: نماذج التمويل المستدام الآمنة

وللتغلب على القيود المالية، يتعين على القادة الرقميين استكشاف نماذج التمويل المستدامة، مثل الشراكات بين القطاعين العام والخاص، والمنح الدولية، ودعم الجهات المانحة. إن التعاون مع منظمات مثل اليونسكو أو الاتحاد الأوروبي، التي دعمت المبادرات التعليمية في فلسطين، يمكن أن يوفر إمكانية الوصول إلى التمويل والخبرة الفنية. وتؤكد الدراسات أن الشراكات الاستراتيجية ضرورية لاستدامة التحول الرقمي في البيئات ذات الموارد المحدودة. وينبغي للقادة الرقميين أيضاً إعطاء الأولوية للحلول الفعالة من حيث التكلفة، مثل البرمجيات مفتوحة المصدر، لتعظيم تأثير الموارد المحدودة.

  1. اعتماد استراتيجيات القيادة التكيفية

ونظراً لعدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي في فلسطين، يتعين على القادة الرقميين أن يتبنوا استراتيجيات قيادية تكيفية تأخذ في الاعتبار حالة عدم اليقين الخارجية. ويشمل ذلك وضع خطط طوارئ للاضطرابات، مثل انقطاع التيار الكهربائي أو نقص التمويل، وإعطاء الأولوية للتكنولوجيات المرنة التي يمكن أن تعمل في بيئات صعبة. تشير الأبحاث إلى أن القيادة التكيفية ضرورية للتنقل في السياقات المعقدة وغير المتوقعة، مما يمكّن القادة من الاستجابة بفعالية للظروف المتغيرة. على سبيل المثال، يمكن للقادة الرقميين تنفيذ أنظمة رقمية معيارية يمكن توسيع نطاقها أو تقليصها بناءً على الموارد المتاحة والظروف الخارجية.

  1. الاستفادة من عملية صنع القرار القائمة على البيانات

ولتعزيز فعالية القيادة الرقمية، ينبغي للجامعات أن تعتمد عمليات صنع القرار القائمة على البيانات. وباستخدام التحليلات ومقاييس الأداء، يمكن للقادة مراقبة تأثير المبادرات الرقمية، وتحديد مجالات التحسين، وتخصيص الموارد بكفاءة. تسلط الدراسات الضوء على أن الحوكمة القائمة على البيانات تعزز المساءلة والشفافية، وهما أمران حاسمان لبناء الثقة في جهود التحول الرقمي. وفي الجامعات الفلسطينية، يستطيع القادة الرقميون تنفيذ لوحات معلومات وأدوات إعداد التقارير لتتبع مؤشرات الأداء الرئيسية، مثل وقت تشغيل النظام، ومعدلات اعتماد المستخدمين، والكفاءة الإدارية.

الفقرة الثانية: تطوير القيادة الرقمية

  1. الأهمية

يعد تطوير القيادة الرقمية في الجامعات الفلسطينية أمرًا ضروريًا لدفع التحول الرقمي وتعزيز الأداء المؤسسي في سياق اجتماعي وسياسي واقتصادي مليء بالتحديات. وتتطلب التحديات الرئيسية —البنية التحتية الرقمية المحدودة، ومقاومة التغيير، والافتقار إلى المعرفة الرقمية، والقيود المفروضة على الموارد، وعدم الاستقرار السياسي— استراتيجيات مستهدفة لضمان النجاح.

  1. الوسائل

من خلال الاستثمار في البنية التحتية، وتعزيز الثقافة الرقمية، وتعزيز الثقافة الرقمية، وتأمين التمويل المستدام، وتبني القيادة التكيفية، والاستفادة من عملية صنع القرار القائمة على البيانات، يمكن للجامعات الفلسطينية بناء قيادة رقمية فعالة. وتقدم هذه الاستراتيجيات، المرتكزة على الأدلة التجريبية، خارطة طريق للتغلب على الحواجز ووضع الجامعات الفلسطينية كمؤسسات تنافسية تعتمد على التكنولوجيا. ومن خلال الجهود المتضافرة والشراكات الاستراتيجية، يمكن للقيادة الرقمية أن تمهد الطريق لقطاع تعليم عالي أكثر كفاءة وابتكارًا ومرونة في فلسطين.

الخاتمة:

تمثل القيادة الرقمية أمراً بالغ الأهمية من أجل تعزيز الإدارة الإلكترونية في الجامعات الفلسطينية، وتمكينها من التغلب على التحديات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الكبيرة. ومن خلال الارتقاء بثقافة الابتكار، وتعزيز القدرات التقنية، ومواءمة المبادرات الرقمية مع الأهداف المؤسسية، يمكن للقادة الدفع نحو التغيير التحويلي. وتؤكد نتائج الدراسة الحاجة إلى رؤية استراتيجية وقيادة تكيفية من أجل معالجة التحديات مثل البنية التحتية المحدودة ومقاومة التغيير. ويعد القيام بتنفيذ التدريب المستهدف، وأيضاً تأمين التمويل المستدام، بالإضافة لتعزيز مشاركة أصحاب المصلحة خطوات هامة للدفع إلى الأمام. ويمكن لعملية التحول الرقمي الوطنية أن تدعم هذه الجهود بشكل أكبر، مما يضمن الاتساق وتقاسم الموارد بين المؤسسات. ومن خلال الشراكات التعاونية والحوكمة القائمة على البيانات، يمكن للجامعات الفلسطينية تعزيز الكفاءة الإدارية والتميز الأكاديمي. وفي نهاية المطاف، سوف تعمل القيادة الرقمية الفعالة على وضع هذه المؤسسات كلاعبين تنافسيين في المشهد العالمي للتعليم العالي، مما يعزز المرونة والابتكار في عصر رقمي ديناميكي.

نتائج الدراسة:

توصلت هذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج المهمة حول دور القيادة الرقمية في تعزيز فعالية الإدارة الإلكترونية داخل الجامعات الفلسطينية. وقد أظهرت النتائج أن البُعدين الأكثر تأثيرًا هما الرؤية الرقمية الاستراتيجية ودعم الابتكار، حيث ارتبطا إيجابيًا وذو دلالة إحصائية بمستوى التكامل الإلكتروني ورضا المستخدمين.

كذلك بيّنت النتائج النوعية أن السلوك القيادي — وخاصة القدرة على إدارة التغيير وكسب تأييد الموظفين — كان عاملاً فاصلًا بين تجارب التحول الرقمي الناجحة وغير الناجحة. وبالرغم من تشابه الأنظمة الرقمية المستخدمة، إلا أن أداءها وتفاعل الموظفين معها اختلف بشكل واضح بين الجامعات، بما يعكس تأثير القيادة المباشر وغير المباشر.

كما أظهرت الدراسة أن القيود المالية والبشرية ليست عائقًا مطلقًا، بل يمكن تجاوزها بفضل قيادة مرنة ومبتكرة. ومع غياب سياسة رقمية وطنية واضحة في فلسطين، فإن القيادة المؤسسية داخل الجامعات تكتسب أهمية مضاعفة في توجيه مسار التحول الإلكتروني.

التوصيات

بناءً على النتائج السابقة، توصي الدراسة بما يلي:

أولاً: على مستوى الجامعات

  1. تضمين القيادة الرقمية في الخطط الاستراتيجية للجامعات كأحد مكونات الحوكمة المؤسسية.
  2. بناء قدرات القيادات الأكاديمية والإدارية عبر برامج تدريبية متخصصة في التحول الرقمي، وإدارة التغيير، والحوكمة الإلكترونية.
  3. تعزيز ثقافة الابتكار الداخلي وتشجيع الموظفين على التفاعل مع النظم الإلكترونية من خلال الحوافز، وورش العمل، ونماذج الاستخدام الناجحة.
  4. توحيد منصات الإدارة الإلكترونية وتقليل التشظي بين أنظمة الأقسام، عبر تشكيل فرق عمل مشتركة لتصميم حلول تكاملية.

ثانيًا: على مستوى صناع القرار في التعليم العالي

  1. تطوير سياسة وطنية للتحول الرقمي في التعليم العالي، تُعطي أهمية للقيادة الرقمية كعنصر حاكم.
  2. إنشاء مركز وطني لدعم التحول الرقمي في الجامعات الفلسطينية، يقدم التدريب، والتقييم، والدعم الفني للجامعات.
  3. تشجيع التعاون بين الجامعات (حكومية وخاصة) في مجال تصميم وتنفيذ الأنظمة الإلكترونية المشتركة، مما يخفض التكلفة ويرفع الكفاءة.

قائمة المراجع:

مراجع باللغة العربية

  1. أحمد فوزي أبو بكر، أثر ممارسات القيادة الرقمية في تحسين الأداء المؤسسي في فلسطين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات “أنموذجاً”، مجلة جامعة القدس المفتوحة، مجلد 9، عدد 21، 2024.
  2. بن عامر داهينين. أثر القيادة في نجاح التحول الرقمي: دراسة تطبيقية بمستشفى الملك خالد، بمنطقة تبوك – المملكة العربية السعودية. المجلة العربية للإدارة، 2024، ص: 134.
  3. حماد شبيب حمود مبارك العازمي، واقع تطبيق القيادة الرقمية بالمرحلة الثانوية الكويتية وعلاقته بمستوى الرضا الوظيفي للمعلمين، كلية التربية جامعة المنصورة، 2022، ص: 582.
  4. حنان السيد أحمد الدماطي، أثر القيادة الرقمية على الارتجال الاستراتيجي: دراسة ميدانية على شركة العربي جروب. المجلة العربية للإدارة، مج 46، ع 2، 2025، ص: 2.
  5. دعاء فتحي سالم، فاعلية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مواقع التواصل الاجتماعي من وجهة نظر طالب الاعلام التربوي: الفيس بوك أنموذجا، كلية التربية النوعية – جامعة المنصورة.
  6. سلطان محمد الخزيم. أثــر القيــادة الــرقـمـيـة علـى البـراعــة التـنـظـيـمـيـة فـي وكالات السـفـــر الســعــوديــة: الــوســاطــة للـمــرونــة الإسـتــراتــيــجــيــة. المجلد 8، العدد 2، 2025، ص: 27
  7. شيماء عبد الرضا عبد الله حسين. معوقات تطبيق الإدارة الإلكترونية في الجامعات بدولة الكويت. مجلة كلية التربية، جامعة المنصورة، العدد 122، 2023، ص: 1151.
  8. محمد عبد الكريم. تحديات الإدارة في عصر التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي. آفاق مستقبلية، العدد 4، 2024، ص: 377.
  9. مصطفى أحمد أمين، التحول الرقمي في الجامعات المصرية كمتطلب لتحقيق مجتمع المعرفة، مجلة الإدارة التربوية، العدد 9، 2018، ص: 12.
  10. هدى أحمد الكندري. واقع القيادة الرقمية في تجربة التعلم عن بُعد من وجهة نظر المعلمين في مدارس المرحلة الابتدائية بدولة الكويت. مجلة العلوم التربوية جامعة قطر، 2022، ص: 11.

مراجع باللغة الانجليزية

  1. Al Shobaki, M. J., Abu-Naser, S. S., & El Talla, S. A. The Organizational Structure and its Role in Applying the Information Technology Used in the Palestinian Universities- Comparative Study between Al-Azhar and the Islamic Universities, 2022. Available at: http://ijeais.org/wp-content/uploads/2018/06/IJAAR180601.pdf
  2. Avolio, B. J., Sosik, J. J., Kahai, S. S., & Baker, B. E-leadership: Re-examining transformations in leadership source and transmission. The Leadership Quarterly, 25(1), 105–131. 2014. https://doi.org/10.1016/j.leaqua.2013.11.003
  3. Bennis, W. Leadership in a digital world: Embracing transparency and adaptability. MIS Quarterly, Volume 37, Issue 2, 2013.
  4. Davenport, T. H. Big data at work: Dispelling the myths, uncovering the opportunities. Harvard Business Review Press, 2014.
  5. Ertmer, P. A., & Ottenbreit-Leftwich, A. T. Removing obstacles to the pedagogical changes required by Jonassen’s vision of authentic technology-enabled learning. Computers & Education, 64, 175–182. 2013. https://doi.org/10.1016/j.compedu.2012.10.008
  6. Garrison, D. R. E-learning in the 21st century: A framework for research and practice (2nd ed.). Routledge, 2011.
  7. Garrison, D. R., & Vaughan, N. D. Blended learning in higher education: Framework, principles, and guidelines. Jossey-Bass, 2008.
  8. Ghamrawi, N., M. Tamim, R. A typology for digital leadership in higher education: the case of a large-scale mobile technology initiative (using tablets). Educ Inf Technol 28, 7089–7110, 2023.
  9. Hodges, C., Moore, S., Lockee, B., Trust, T., & Bond, A. The difference between emergency remote teaching and online learning. Educause Review. 2020. https://er.educause.edu/articles/2020/3/the-difference-between-emergency-remote-teaching-and-online-learning
  10. Joseph On-Piu Chan, Digital Transformation in the Era of Big Data and Cloud Computing, International Journal of Intelligent Information Systems, 2020; 9(3): 16-23.
  11. Kabakus, A. K., Bahcekapili, E., & Ayaz, A. The effect of digital literacy on technology acceptance: An evaluation on administrative staff in higher education. Journal of Information Science, 0(0), 2023.
  12. Kaputa, V., Loučanová, E., Tejerina-Gaite, F.A. Digital Transformation in Higher Education Institutions as a Driver of Social Oriented Innovations. In: Păunescu, C., Lepik, KL., Spencer, N. (eds) Social Innovation in Higher Education. Innovation, Technology, and Knowledge Management. Springer, Cham, 2022.
  13. Laura Cortellazzo1, Elena Bruni, Rita Zampieri. The Role of Leadership in a Digitalized World: A Review. Frontiers. 2019.
  14. Selwyn, N. Education and technology: Key issues and debates (2nd ed.). Bloomsbury Academic, 2017.
  15. Siemens, G. Learning analytics: The emergence of a discipline. American Behavioral Scientist, 57(10), 1380–1400, 2013. https://doi.org/10.1177/0002764213498851
  16. Voigt, P., & Von dem Bussche, A. The EU General Data Protection Regulation (GDPR): A practical guide. Springer, 2017.



Source link

مواضيع ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

من فضلك لو تتكرم بدعمنا ، وقم بتعطيل إضافة مانع الإعلانات لتصفح المحتوى .